الجمعة، 23 يناير 2009

اللوحـــــــــــــــــــــة


اللوحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
قصة قصيرة
أماني التجاني عبد الوهاب
أحتاج إلى ضؤ كثيف يشع من داخلى على حلم طفولى قديم هو البحث عن نهاية اللانهايه بعد
أن راعت إنتباهتي تلك اللوحة المعلقة أمامي استيقظ ذلك الحلم فجأة بداخلي والذي جعلني
أتساءل هل مظهر الأشياء هو عمقها أم هو زيفها ؟
اللوحة رسمت بالونين الأسود والأبيض .. انتابني إحساس بحزن عميق عندما أنظر تجاه ذينك
اللونين أرى بداخلهما كل الألوان .
وقف هو ببرود يقلب صفحات النوتة التي وضعها لتعليقات الزوار ..كان ينظر إلي خلسة من
خلف نظارته ذات العدستين السميكتين .. متدلية قليلاً علي أرنبة أنفه
كأن ينتظر مني سؤالاً ما.
حاولت جاهدة ألا أضعف وأسأله خوفاً أن يأتي بإجابة روتينية صادمة مثل (اللوحة تطرح
نفسها ، هي التي ساقتني في مواصلة إتمام خطوتها). أو أي شئ من هذا القبيل .
تشبثت بفكرة أن أقرأ اللوحة بنفسي ومن زاويتي الخاصة جداً ، ذلك التشبث الذي ينبعث من
حس طفولي لا يريد أن يشرك أحداً في القراءة - حتى صاحبها -.أنه حرفي أدى وظيفته بإتقان
ولكن تصادف أن وجدت تلك اللوحة بداخلي ..امتلأت فرحاً كثيراً حتى كادت تسقط من عيني
وردة .. وتسمرت قدماي أمامها، وطار خيالي
محلقاً الألوان.عيداً كأنما أردت أن أطلق العنان لذلك الإحساس البكر.
طرت بعيداً ..لم أر من الأرض غير زرقة البحر وخضرة الأشجار ..صرت طائرة ورقية
زاهية الألوان .. حلق خلفها أطفال بعيون تحمل بعشقاوة. ..حينها فقط أحسست أن اللوحة
كانت لي ..بذات اللونين الأسود والأبيض .
الخرطوم 2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق